لماذا تقدموا و لماذا تأخرنا؟
سؤال ملح قد نسأله لأنفسنا أو نسأل عنه من إخواننا و أبنائنا . لماذا تقدم الغرب ؟ و لماذا تأخر العرب و المسلمون و قد سادوا العالم زهاء عشرة قرون قبل ذلك؟ و هل خسر العالم شيئا بتراجعنا ؟ و كيف السبيل للخروج من هذا التخلف و تلك المهانة؟ أسئلة قديمة جديدة تختلج فى صدورنا ثم تنطلق على ألسنتنا و كثيرا ما تطرح على مجالسنا.
أولاً : هل خسر العالم شيئاً بتراجعنا؟ الإجابة هى نعم . فقد خسر العالم قيادة متسامحة راشدة. ما نحن فيه الآن أبلغ رد .
العالم فى حاجة لنا من عدة جهات :
1- العالم فى حاجة لثقافة منطقية متوازنة.
2- العالم فى حاجة لثقافه العفة. فلا خمر ولا شيوع للجنس كتهارج الحمر و انتشار حمل القاصرات و ظهورهن مع ذويهم على الشاشات لا يعرفون اّباء أبنائهن !!!! ولا تأييد للشذوذ و تقنيته ( تذكر أسقف ماساتشوستس الحالى) ناهيك عن الفضائح الجنسية لعلية القوم ، كلينتون ، ميتران ، جون ميجور ، ديفيد بلانكت ( الوزير البريطانى الضرير الذى أنجبت له عشيقته ولدين ( بعلم زوجها) !!
3- العالم فى حاجة لقوة لا تستغل تفوقها العسكرى استغلالا براجماتيا من أجل مصالحها ولا تشعل الحروب بين الشعوب من أجل مكاسب سياسية.
4- العالم فى حاجة لقيادة لا تكون دمية فى يد الشركات عابرة القارات التى تمول معاركها الانتخابية. فترد تلك القياة الجميل بأن تسخر قوتها من أجل مصالح تلك الشركات التى تصبح الحاكم الحقيقى للعالم ( كشركات البترول و الأدوية و السلاح )
5- العالم فى حاجة لقيادة تسمو روحيا بالإنسان فى تزامن مع حاجاته المادية لكنها لا تغفل أشواقه الروحية . فلا وجود لثقافة المتعة fun و النرجسية ، بل صلاة و عبادة حقيقييتين مع عدم غفلة نصيبه من الدنيا.
6- العالم فى فى حاجة لقيادة لا تستغل قوتها لنشرثقافة أو عقيدة . ولا تبعث جيوش مبشرين على أسنة الرماح . مستغلة انكسار و فقر و جهل الأمم المتسببة هى فيه أصلا . بل قيادة تعمل بمبدأ لا أكراه فى الدين.
7- العالم فى حاجة لقيادة محبة للبيئة ( فهى مسبحة مثلها) غير مسرفة فى مواردها " ولو كانت على نهر جارى" غير مهلكة لعناصرها.
8- العالم فى حاجة لقيادة لا تكن للخائنين خصيمة.كتلك التى تدافع عن رعاياها خارج بلادها وإن كانوا مجرمين .
ثانيا : لماذا تقدم الغرب؟
الحق أن علو الغرب قد تحقق بثلاثة طرق :
1- أمور قدرية:ـ
أ- قرب لحضارة الاندلس منه و استفادتة القصوى من ذلك سواء عن طريق التجارة أو ارسال البعثات .
ب- اختراعهم للبارود الذى ساعدهم على بسط نفوذهم .
ت- اختراعهم لآلة الطباعة مما ساعدهم على نشر العلم.
2- مظالم إنسانية : ( و قد كان أغلبها لاحقا بالعوامل القدرية سالفة الذكر)
أ- استغلال العبيد المخطوفين من افريقيا كيد عاملة مجانية.
ب- استغلال بل و استنفاذ خيرات البلاد التى عرفوها بالكشوف الجغرافية . خاصة الفضة من أمريكا اللاتينية و المعادن النفيسة العديدة من أفريقيا.
ت- الاستعانة بحكام خونة يساعدونهم فى الوصول إلى الحكم و قد يفسدونهم قبل ذلك أو بعده للسيطرة عليهم.
3- أسباب مشروعة:
أ- فصل الدين عن الدولة و العلم و كان ذلك هاما جدا فى ظل نصوص ترى أن الله يسخر من حكمة الحكماء و فى ظل رجال لاهوت مسيطرين و فاسدين. هذا على العكس من فكر يرى أنما يخشى الله من عبادة العلماء.
ب- الإصلاح القانونى الفائق و اكتساحه أوروبا. مرسخا لفكرة الحكومات الدستورية و الحق فى التمثيل القانونى و السياسى و الحق أن هذا السبب هو أهمها على الإطلاق.
ت- القيام بحركة ترجمة فائقة للتراث العلمى العربى و اليونانى.
ث- الاستفادة من فكرة الوقف الاسلامى و تطبيقها فى استقلال مؤسسات التعليم العالى المدنى الفنى. و تم تشكيل نظام إمتحانات و محاضرات لها حلقات نقاش . استقلال الجامعات و هذا كان من أشد العوامل حسما.