تمهّلوا فإنّ الإشارة حمراء ..؟!
--------------------------------------------------------------------------------
.
منذ الفجر المتجدد من دهور خيبتنا ..
منذ الاصبع المنحني المضاجع لـ أصبع و أصبعين ...!
منذ الخطيئة و التعاسة و الوقائع الرديئة ..
منذ انشطار العقول التي كذبت على يونيو ..
و منذ انسلاخ الألباب المتشحة بنواصع التبعية ..
منذها و منذ الزمان الذي استغرقته كل هذه الأفعال و الافتعالات ..
كنت أناجي الزيتون و أسأله : أين غصنك ؟!
فيستعجب : و أين الحمامة ؟!
لحظةً ما كنت أسابق الخذلان بخطاب طويل جداً مفاده :
( إلى كل العابرين على رصيف الشذوذ و المحرمات ، و أولئك الذين يصعّدون بأحرف المجون و الترهات .. أوَلم تبصروا إشارات المرور ؟؟ )
إحباطاً ما ، كنت أحقن الدوافع التي أدت إليّ بمصل الخيالات المسمومة ،
فصدمتني بأعظم إنجاز على وجه الأرض : لم أنجز شيئاً !!
ثم ذات قناعة ..
لم أنجز شيئاً خير من صحيفة ترصع بوصف مفاتن تلك و تيك ، و تعنون شظاياها بقلة أدب و شحِّ صدق ..
و بقذف ذاك و تملق حوبة ذاك !
إلى كل الكتاب و الكاتبات من الأحياء و الأموات ..!
تمهلوا فإن الإشارة حمراء ..!
و يا من تمسك قلماً و تعتمر محبرة تحسبها وقوداً تسير بها على رصيف الشتات ..
و تستدل بالتعمية والتحريف عصا معوجة تهتدي بها طريقك : أين الله ؟!!
و منذ الليل الهائم على وجوهنا ..
منذ الحرف الكائن في برية الانسلاخ ..
و منذ الليالي التي تطوى فيها صحفنا ..
و منذ الايام الغائبة من أعمارنا ..
منذ لا لا لا تضايقونه .. و منذ أن نامت أعين الشرفاء و الغيورين !
منذ العديد من الأغاني و الليالي الحمراء ، و الشحيح من الأماني و الصباحات البيضاء !
منذ الوقت الذي ماعادت موائد الأخلاق و الفضيلة تتسع لحلقات جديدة ..
منذ تجمهر الخطأ و ازدياد شأو الباطل ..
منذ سعاداتهم الزائلة ، و أوجاعهم المائلة ..
و منذ اغترارهم بلمعان دولاراتهم المزيفة ..
و منذ النفاقات و التملقات و ارتداد صوت الابتهالات و الدعوات : واحد ، اثنين ، ثلاااااثة !
منذ القطط التي أخطأت فحلّت في عرين الأسود و هتكتها ..
منذ قدّ قميص الصبر من دبر ؛ قميص الصبر الذي بدأ ينفد و يستعاض عنه بقميص التذمر ..
منذ الجهات التي تركت فيها الأسود عرينها لمواء القطط و النكرات ..
منذ أن تخلى المتخاذلون عن رفع صيوان الحق و التوقف عن التراتيل ..
منذها : كنا نسابق الحشائش و نجزّها كي نتحاشى الولوج في الأفخاخ !
و منذ أن تسارع نمو الخشاش و الهوام و تطاول الحشائش ..
و منذ أ لفظت ثغورنا التفاحة الشهية : تطنيش !!
يسرقنا الحذر كثيراً .. يضرّجنا الموت يوميا في السابعة عشر تمرداً ..
و منذ أن تسرب الأرق من نومنا ، و لاننام .. و لاننام !
منذ أن غدا الباطل حقاً و الحق باطلاً ..
و منذ أن صارت المحافظة على العقيدة و حوزة الدين إرهاباً ..
و منذ أن حوّروا فقه المفسدة رُهاباً ..
و منذ أن أصبحت الفضيلة رجعية ..
و رداءُ الحياء تخلفاً و أميّة ..
و منذ أن أضحت بيوت الله محاضن للمجرمين ، و تجمعات الملتزمين حقولاً للتفجير !..
و منذ أن صار القرآن ترَفاً ، و ذكر الله وسواساً ، و التعلق به خذلانا ..
و منذ أن أصبحت تجمعات العهر و الفساد مؤتمر تقدم .. و أكواب الشرب حواراً فكرياً ساخناً !
و منذ أن صار الجنس ثقافة و مابين السرة و الركبة علماً يُندب إلى تعليمه ؟..
و منذ أن أضحى لون الحرف شهوة ، و البنط قوادة ، و آخر السطر سماً زعافاً !
منذ أن أضحت ..... / ...... / ..... / ...... ، إلخ إلخ ؛ أدباً !!..*
و بعدما صيّر الأغبياء ..... / ..... / ..... / ..... واللي مدري شسمه ، إلخ إلخ ؛ أدباء !!..*
و بعدما صار ...... / ...... / ..... إلخ .. ؛ مفكري تقدم !*
و منذ أن علا نجم ..... / ..... / ..... / ..... و أصبحوا كبار كتاب أعمدة صحف ؟..*
و منذ الاجابة على سؤال مايكل كاريدرس :
لماذا ينفرد الإنسان بالثقافة ؟!
ومنذ جوابي الغبي عليه :
لأنه حيوان فقد عقله بمجرد ولادته !!
و منذ أن علمت أن لكل منا عمراً واحداً من فرصة قد تنزلق خلالها إلى بحيرة الميلاد و الحياة ..
و حتى لا يجئ يوم نستجدي فيه يوماً إضافياً بلا فرصة ..
ماعاد عليك إلا أن تتشبّث بأشرف الألقاب و أسماها في لاحق الأيام ..
ماعاد عليك إلا أن تتسمى بـ :
- ( الإرهابي حقاَ ) .. و لا فخر !