قال تعالى: "زيـّن للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب"
آل عمران آية 14
"وما الحياةُ الدنيا إلا متاعُ الغُرور"
أل عمران آية 185
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه [هذه] في اليم ، فلينظر بم ترجع؟"
روى ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال:"كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح واذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك"
وكتب الحسن البصري الى عمر بن عبدالعزيز في ذم الدنيا كتاباً طويلاً فيه:
أما بعد ، فإن الدنيا دار ظعن لسيت بدار مقام ، وإنما أنزل اليها آدم عقوبة ، فاحذرها يا أمير المؤمنين ، فإن الزاد منها تركها ، والغنى فيها فقرها ، تذل من أعزها ، وتفقر من جمعها ، كالسم يأكله من لا يعرفه وهو حتفه ، فاحذر هذه الدار الغرارة الخيالة الخداعة ، وكن أسرَّ ما تكون فيها ، احذر ما تكون لها ، سرورها مشوب بالحزن ، وصفوها مشوب بالكدر ، فلو كان الخالق يخبر عنها خيراً ، ولم يضرب لها مثلاً لكانت قد أيقظت النائم ، ونبهت الغافل ، فكيف وقد جاء من الله عز وجل عنها زاجر ، وفيها واعظ ، فما لها عند الله سبحانه وتعالى قدر ولا وزن ، وما نظر اليها منذ خلقها.وقال:
ولقد عرضت على نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم مفاتيحها وخزائنها ، لا ينقصه عند الله جناح بعوضة ، فأبى أن يقبلها ، إذ كره أن يحب ما أبغض خالقه ، أو يرفع ما وضع مليكه ، زواها الله عن الصالحين اختياراً ، وبسطها لاعدائه اغتراراً ، أفيظن المغرور بها المقتدر عليها أنه أكرم بها؟ ونسي ما صنع الله بمحمد صلى الله عليه وسلم حين شد على بطنه الحجر ، والله ما أحد من الناس بسط له في الدنيا فلم يخف أن يكون قد مكر به الا كان قد نقص عقله وعجز رأيه ، وما أمسك عن عبد فلم يظن أنه قد مكر به إلا كان قد نقص عقله وعجز رأيه ، وما أمسك عن عبد فلم يظن أنه قد خير له فيها إلا كان قد نقص عقله وعجز رأيه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كانت الآخرة همه... جعل الله غناه في قلبه .... وجمع له شمله.... وأتته الدنيا وهي راغمة )
علينا ان نغتنم المناسبات والفرص...وقبل أن يفوت الأوان....
الزهد في الدنيا...والإعراض من مشاغلها.... وليس معنى ذلك ترك العمل والسعي والنشاط....بل المراد عدم التعلق بها والاشتغال بها عن عمل الآخرة.( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً ، و اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا ...)علينا أن نجتهد في العمل الصالح...و نكثر من وجوه الخير... مع خوف وحذر دائماً من عقاب الله سبحانه وتعالى... فنزداد عملاً ونشاطاً... شأن المسافر الذي يبذل جهده من الحذر والحيطة.... وهو يخشى الانقطاع في الطريق.... وعدم الوصول إلى المقصد.
الحذر من صحبة الأشرار.... الذين هم بمثابة قطاع الطرق.... كي لا ينحرفوا بالمسلم عن مقصده.... ويحولوا بينه وبين الوصول إلى غايته.
العمل الدنيوي واجب لكف النفس وتحصيل النفع..... والمسلم يسخِّر ذلك كله من أجل الآخرة وتحصيل الأجر عند الله تعالى.....
الاعتدال في العمل للدنيا والآخرة.....ونتذكر( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا * يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولا..)مر الحسن البصري برجل يضحك ويقهقه ويستغرق في الضحك لاهياً غافلاً، فقال الحسن: [يا بن أخي! هل جزت الصراط؟ قال: لا. قال: هل علمت إلى الجنة تصير أم إلى النار؟ قال: لا. قال: ففيم الضحك؟دخلوا على بعض الصالحين , فقلبوا بصرهم في بيته , فقالوا له : إنا نرى بيتك بيت رجل مرتحل , فقال : أمرتحل ٌ ؟ لا , ولكن أطرد طرداً ......
وكان علي بن أبي طالب يقول : إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة ً , وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة ً.... ولكلٍ منهما بنون , فكونوا من أبناء الآخرة .... ولا تكونوا من أبناء الدنيا , فإن اليوم عمل ُ ولا حساب... وغداً حساب ولا عمل ..... عجبت ممن الدنيا مولية ُ عنه... والآخرة مقبلة ُ إليه يشتغل بالمدبرة ..... ويعرض عن المقبلة
وقال عمر بن عبد العزيز : إن الدنيا ليست بدار قراركم , كتب الله عليها الفناء . وإذا لم تكن الدنيا للمؤمن دارَ إقامة , ولا وطناً , فينبغي للمؤمن أن يكون حاله فيها على أحد حالين : إما أن يكون كأنه غريبٌ مقيم في بلد غربة , همه التزود للرجوع إلى وطنه , أو يكون مسافرُ غير مقيم البتة , بل هو ليلهَ ونهارَه , يسير إلى بلد الإقامة , فلهذا وصى النبي صلى الله عليه وسلم ابن عمر أن يكون في الدنيا على أحد هذين الحالين . فأحدهما : أن ينزل المؤمن نفسه كأنه غريب في الدنيا ومن كان في الدنيا كذلك , فلا هم له إلا في التزود بما ينفعه عند عوده إلى وطنه , فلا ينافس أهل البلد الذي هو غريب بينهم في عزهم ولا يجزع من الذل عندهم , لما خلق الله آدم أُسكن هو وزوجته الجنة , ثم أُ هبطا منها , ووعدا الرجوع إليها , فالمؤمن أبداً يحن إلى وطنه الأول , وحب الوطن من الإيمان ....
قال بن القيم رحمه الله تعالى: فحي على جنات عدن فإنها منازلك الأولى وفيها المخيم
ولكننا سبي العدو فهل ترى نعود إلى أوطاننـا ونسلـم
إن لله عبـاداً فطـنـا...تركوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علمـوا...أنها ليست لحي وطنـا
جعلوها لجـة واتخـذوا..صالح الأعمال فيها سفنا
الامام الشافعييا من يعانق دنيا لا بقـاء لهـا...يمسي ويصبح في دنياه سفـاراً
هلا تركت لذي الدنيـا معانقـة...حتى تعانق في الفردوس أبكارا
إن كنت تبغى جنان الخلد تسكنها...فينبغي لك أن لا تأمـن النـارا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من كان همه الآخرة ؛ جمع الله شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن كانت نيته الدنيا ؛ فرق الله عليه ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له)
الامام الشافعيوفقكم الله وانار طريقكم...واخيرا (شكرا لتلك الكلمات الرائعه)
--------------------------------------------------------------------------------
نستطيع ان نصفح وننسي ولكن لا نستطيع ان نجبر احد علي مسامحتنا
يا دنيا غري غيري ... قد طلقتك ثلاثا " ... هكذا قال أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب – رضي الله عنه – عن الدنيا الفانية...
يابن آدم...كن في الدنيا غريب أو كعابر سبيل ولاتكترث بما فيها من زينة فانيه...
فقد قال المصطفى – صلى الله عليه وسلم – : (( يتبع الميت ثلاثة فيرجع اثنان
ويبقى واحد، يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله ويبقى عمله )). صدق رسول الله...صلى الله عليه وسلم
وقد وصف أمير المؤمنين الدنيا بأبيات لا يسع المجال إلا لذكر بعضها...كما قال :
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت أن السلامة فيها ترك ما فيهــــا
لا دار للمرء بعد الموت يسكنهـــا إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنهـــــــا وإن بناها بشـــــــرٍ خاب بانيها
لاتركنن إلى الدنيا ومافيهـــــــــــا فالموت لاشك يفنينا ويفنيهــــــا
واعمل لدار غد رضوان خــازنها والجـــار أحمد والرحمن ناشيها
رياحها طيب والمسك طينتهـــــــا والزعفران حشيش نابت فيهــا
جزاك الله خيراً ود الزين وأن توقظ قلوبنا بين الفينة والأخرى من ثباتها نسأل الله أن يثبتنا وإياكم على الحق.
لا اريد الاطالة .وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال..............